شعر الأطفال
أغنيةالأطفال
التقارب وإشكالية التلقي
دراسة فنية تطبيقية
تهنئة خالصة إلى الباحث في ثقافة الأطفال وشاعر أغنية الطفل الأستاذ فاضل عباس الكعبي الكعبي صدور كتابه الجديد : شعر الأطفال ..أغنية الأطفال..التقارب وإشكالية التلقي. وهودراسة فنية تطبيقية ..ويعد مرجعا مهما للمهتمين في عالم ثقافة الطفل ..وعلى وجه الخصوص أغنية الطفل ..شعرا وأداء ولحنا..وهو حصيلة شهور من التعب المضني في البحث والتقصّي والمتابعة أخذت من الكعبي ماأخذت من الجهد والوقت..والنتيجة كانت رائغه..كتاب بحثي وموسوعي ومرجع مهم أنصح المهتمين باقتنائه ..ويشرّفني أنني كنت من أولئك الذين تناولهم الكعبي في درساته الفنية هذه مع مجموعة كبيرة من رواد أغنية الطفل أمثال حسين قدوري ونجم عبدالله وفاروق هلال وآخرين ..وقد تناول جوانب مهمة من حياتي الفنية منذ الطفولة ولحد الآن .. ألتقط من الصفحات التي نثرها الكعبي للخديث عن تجربتي بعذ السطور:
في العام 1974 دخلت الفنانة إلهام أحمد دائرة الإذاعة والتلفزيون العراقية وهي طفلة بعمر الورد ، لتعمل في قسم برامج الأطفال ، برئاسة الأستاذ عمو زكي ، والأستاذ طالب السعد ، وفي أكثر الأحيان كانت ترافق عمو زكي مع الأستاذ الملحن نجم عبد الله القيسي الذي كان يشرف على كورال الأطفال في إذاعة بغداد ، في جولات يقومون بها إلى المدارس ودور الرياض والحضانة ، لتسجل أسئلة غنائية ..يحصل من يجيب عليها جوائز من البرنامج ، أو أن يقدموا فقرات غنائية ، تؤديها هي وبعض من أصدقائها وزملائها في برامج الأطفال ، مثل حنان عبد الرزاق ، وعلاء سعد رحمه الله ، و باسم جاسم ..وعدد من الأطفال الآخرين ، وأحيانا كان يشترك معهم الأستاذ عمو زكي لتقديم بعض البرامج الجماهيرية التي كانوا يقدمونها في الهواء الطلق أمام مجاميع الأطفال ، وكان معهم في تقديم هذه البرامج الفنان الأستاذ محمد عطا سعيد ، ضمن برنامجه ( اختبر ذكاءك) ، حيث كان عمو زكي شخصية محبوبة من قبل جميع الأطفال ، وحتى الكبار ، وقد عرفه الجمهور العراقي على نطاق واسع ، وفي ذلك الوقت غنَّت إلهام أحمد بصوتها ، ولأول مرة ، المقدمة الغنائية لبرنامج عمو زكي ( حكاية عمو زكي) ، والتي لحنها الفنان الراحل حسين قدوري ، والتي تقول كلماتها :
( عمو زكي ،
خذنا معك في رحلة سعيدهْ
واحكي لنا ،
ما أبرعك ، حكاية جديدة ) .
وحينها اكتشف الفنان الملحن نجم عبد الله موهبتها الغنائية وبراعة صوتها وجودته ومناسبته للغناء للأطفال ، حيث بادر على أثر ذلك ولحن لها أغنية بعنوان ( الطباشير ) ، لتكون أول أغنية انفرادية تغنيها للأطفال ، وقد عرفها الجمهور بهذه الأغنية ، التي كانت انطلاقتها الأولى في عالم الغناء للأطفال ، حيث تقول كلمات الأغنية وهي باللهجة العامية ، في مقطع منها :
( شوفوا اشحلو بيدي الطباشير
شوفوا اشحلو أرسم عصافير
رسمت وردة
رسمت شجرة
ورسمت فراشة
علحقل تطير ) .
وهكذا انطلقت الفنانة القديرة إلهام أحمد منذ ذلك التاريخ في عالم الغناء للأطفال تحت رعاية الأستاذين الفنانين ( حسين قدوري و نجم عبد الله القيسي ) ، لتحصل بعدها على لقب ( صديقة الأطفال) ، ومن ثم توّجت بعد سنوات بلقب لازال يرافقها وتسمى به حتى يومنا هذا ، بعد تفرغها التام لمجال الغناء للأطفال بكل معاني التفرغ والتخصص وهو لقب : ( مطربة الأطفال الأولى) ، وهي حقاً جديرة به ، ويليق بها بعد أن أخلصت لهذا الغناء وأبدعت فيه بدعم وإسناد من زوجها الفنان المخرج ضرغام فاضل الذي دعمها بكل الدعم الذي دفعها إلى حب الغناء للأطفال على نحو خاص والإخلاص له بكل جدارة وامتياز .
والجدير بالذكر أن مطربة الأطفال الأولى الفنانة إلهام أحمد ، كانت قد تخرجت في معهد الفنون الجميلة / قسم المسرح سنة 1988، وزاولت التعليم في وزارة التربية من عام 1988 ولغاية 1991 ، وانتقلت بعدها لتقيم في المملكة الأردنية الهاشمية منذ عام 1994 ولغاية سنة 2006 .. وخلال ذلك أسست مع زوجها الفنان الشامل ضرغام فاضل ” شركة أور للإنتاج الفني والتوزيع ” ثم يسترسل الأستاذ الكعبي الحديث عن جوانب وفترات مختلفة من حياتي..فمرة يتناول تجربتي مع أغنية الطفل مع زملائي الأطفال في حينها..ومرة يتحدث عن تجربتي في دوبلاج الرسوم المتحركة ..سواء في العراق أو خارجه..ومرة يتناول تجربتي في مجال أناشيد الأطفال التي أنتجناها بشكل مكثف في فترة مابعد الألفين..وهناك عشرات الأسماء من شعراء أغنية الطفل والملحنين تنازلها البحث.
أبارك للكعبي من جديد دراسته الفنية التطبيقية المهمة .ويسرني أنه وعدني بالحصول على نسخة من هذا الكتاب في أقرب فرصة.